الثلاثاء، 6 أبريل 2010

من قصة " التى جاءت إلى الحى كعروس جديد "






( 20 )

اضطربت وأرتعش جسدها وهى تسمع ذلك الشخص المجهول يتحدث إليها بهذه الجرأة , لم تتوقع هذا رغم أنها مرت بهذه التجربة سابقا عندما حاول ابن عمتها  ذات مرة أن يقيم معها علاقة  بعد زواجها , لكنها أهانته بشدة وقاومته وهددته , فانسحب بهدوء , ترى من هذا الشخص ..؟؟ إن صوته مألوف لها كأنها سمعته قبل هذا ؟؟!! ترى هل هو صديق أخر من أصدقاء زوجها , تضحك وهى تقول لنفسها " لهذه الدرجة يعجب بي الرجال ؟؟ " , أم هو شخص سلط عليها من قبل ابن عمتها لينتقم منها ؟؟ , هى لا تعتقد ذلك  إذن من؟!!!!!!., هل هو ذلك الشاب الغريب ؟؟ أم ذلك الرجل الذى لاحظت أنه ينظر إليها فى الطريق ؟؟ .............
على أى حال مهما يكون يجب عليها أن تنسى تماما ًً , لأنه لا يجوز مطلقا ًً , فهي إمرأة متزوجة , و لها أطفال وزوج وبيت يجب أن تحافظ عليهم , هى تسمع كثيرا عن مثل هذه العلاقات التى تقام  عبر الهاتف , لكنها على أى حال ليست ساقطة , نعم هى ليست عاهرة , وليست رخيصة لكى تنزل لهذا المستوى , إذا تحدث معها مرة أخرى ستسبه , ستنهره , يجب أن تصون بيتها , أن تصون زوجها , لأنه مهما حدث فهو زوجها .
( 27 )

لم تنتهي القصة هنا , بل بدأت عند هذه اللحظة , مر يومان لم يرها فيهما , ولم يحاول أن يتصل بها , فى اليوم الثالث رآها صدفة تخرج من منزلها , فنكس رأسه فى الأرض وعلى وجه ارتسمت علامات الحزن , مر من جوارها دون أن يلتفت , شعر بأن قلبه يؤلمه , ضغطت عليه رغبة فى أن يتحدث إليها , قاوم , لكنه فشل فى الاستمرار , فى اليوم الرابع رفع السماعة وحدثها , وهذه المرة اعتذرت له عما بدر منها فى المرة السابقة , الجديد أيضا أنها لم تطلب منه ألا يتصل , بل حدثته كأن شيئا ًً لم يكن حتى هو استغرب من ذلك , سألته عن نفسه ؟؟ , وعلاقته بأهله , أخبرها أنه يزورهم أحيانا , ويزوروه أحيانا , أخبرها عن قصص حبه الفاشلة , عن أحلامه , أحزانه , طموحاته , وحدثته عن نفسها وزوجها  ولكن بتحفظ شديد   , تكررت الاتصالات , بل تعدت أكثر من ذلك , حيث بدأت تنتظره فى الشارع , لتراه حين يمر , وكان هو كالأطفال يمشط الشارع ذهابا ومجيئا ًً , ليخطف من الزمن لحظات السعادة , عندما ينظر فى عيونها يشعر بأن الأرض تفقد توازنها , وأنه فى هذه اللحظة يغرق فى عالم مملوء بالموسيقى والورد , يشعر أنه أخيرا وجد ذاته , وأنه أخيرا أصبح لحياته معنى , يشعر بأن له قيمة , وأنها جاءت لتلملم أجزاءه , لتسقيه ما حرم منه , لتأخذه إلى شط الأمان , لأول مرة يشعر بما يشعر به الآن , لأول مرة يحس أنه يعيش , وأن الحياة لها معنى جميل وأن الدنيا أصبحت أنشودة رقيقة .

                                                  اشرف مقلد

 

هناك تعليقان (2):

  1. إية يابنى الجمال دة بجد تسلم إيدك والله العظيم طزل عمرك فنان بجد

    ردحذف