الأربعاء، 5 مايو 2010

الله .. الدنيا والإنسان


فجأة....
وجدتنى فى القصر .حاولت أن أتذكر كيف جئت لم أستطع .. على الباب الذى دخلت منه وقف رجل قالوا أنه وجدنى فى الصحراء فأحضرنى إلى هنا حاولت التحدث إليه لكنه تركنى واختفى . الباب موصد والقصر كبير .. كبير جدا .. والناس هنا مختلفى الأشكال والهيئات حتى الألسنة والبشرة فهنا الأبيض والأصفر والأسود ومن كل جنس
موجودين فرادى أو فى جماعات.. حاولت أن أتحدث إلى بعضهم..., البعض لم يلتفت والبعض نظر لى نظرة بلا مبالاة وأخرون اكتفوا بالابتسام ؟
هل رأى منكم الرجل الذى أتى بى إلى هنا ؟؟
لم يجب أحد ..
تجولت
الناس تفعل هنا كل شئ .. كل ما تتخيل فى آن واحد
هذا يبكى وهذا يضحك .. هذا يشرب وهذا يأكل .. هذا يغنى وهذا يصرخ الخ الخ الخ
بعض الناس عكفت على صنم تعبده كما كانوا فى الجاهلية لكن الصنم يتحرك ويأكل ويشرب ويحكم ويأمر لكنه لا يملك لنفسه نفعا ولا ضرا
آخرون جلسوا يرقصون على أنغام لا معنى لها
والبعض أنهمك فى ممارسة الحب علانية
رأيت سوقا للبشر فى أقصى اليمين .. وفى اليسار ذئاب ترتدى جواكت مصنوعه من جلد الخراف
قلت فى سري : يا أولاد الكلب ...
إلتفت أبحث عن أحدهم يفهمنى وأفهمه لم أجد
جميعهم يتحدثون لغة لا أعرفها
جذبنى منظر مروع أحدهم قتل الآخر علانية أيضا..و كل ماحدث أن جاء حراس مجهولى الشكل وحملا القتيل وخرجا به من أحد الأبواب
شعرت بالضجر هل نحن فى غابة أم فى قصر
إنتبهت على يده تضربنى على كتفى , إلتفت ,منظره يثيرى الخوف
حاول ضربي بسكين بلا سبب تفاديت الضربة لكنه أصابتنى بعض الشئ
إستمريت فى التجوال وانا اراقب البشر ودمى يتساقط .. كلما أوغلت أزداد القصر ظلمة
منظر النجوم فى السماء رائع , وهناك بعض اللوح الفنية تسلب العقل
لكن لايخلو القصر من بعض التشوهات الفنية والقمامات التى رماها هؤلاء الناس
أصبحت فى ظلمة
شعرت بكثير من الأيدى تتقاذفنى
سمعت صوتا .. اصواتا
رأيت نورا سرت وراءه رأيت رجلا معه قنديل أعاد الإضاءة للمنطقة التى أقف فيها سألته من انت
نظر إلى مبتسما أنا سبيل
_ مين ؟
استدرك مصححا
_ هادى سبيل
_ ماشى ماشى قولى انا هنا فين
_ انت فى القصر ؟
_ يعنى دا فين ؟؟ دولت مين ؟؟ انا مين تخيل انا مش عارف انا مين ولا انا هنا ازاى؟؟ ولا ليه ؟؟
قال لى فى نهاية هذه الردهة يوجد نور .. سيهيدك الطريق
_ انا لسة همشى ما تجاوبنى أحسن
_ على قدر استطاعتى
_ انا مين ؟؟ وجيت هنا ليه
_ لأنك مكلف من قبل من بنى هذا القصر بمهمة رسمية وأنت تدعى جميل
_ مين بقى اللى بنى القصر دا ومكلفنى بمهمة رسمية ؟؟ انا مش فاكر اى شئ علشان افتكر شكله ؟؟ ممكن اقابله
بدى عليه الهلع
_أنت مجنون !!! لا أحد هنا يقدر على رؤية الكامل .. هو هنا يسمع كل هذه الناس .. ويراهم فى وقت واحد .. ويرسل لهم قوتهم بلا مقابل
_ وإيه المهمة
_ ان تكون له خادما مطيعا تستمع له بدون نقاش
_ عبد يعنى ؟؟
_ العبودية له حرية .. إنه سيعلمك ما لا يتعلمه الآخرون .. سيحررك من الطاغوت الاعظم وعبادة العبقرى
_ من العبقرى .. انت ليه كل كلامك مليان ألغاز
_ العبقرى هو من أراد قتلك منذ قليل
- ليه
_ ياهذا إذهب فى نهاية هذه الردهة ستجد نورا يهديك الطريق والنجاة فهذا القصر مملوء بالكوراث
كان يتحدث إلى وانا اتلفت حولى .. فلاحظت بابا هرولت إليه وحاولت فتحه , جرى ورائى وأمسك بيدى ورمانى أرضا
- هل أنت مجنون ( صاح بى )
هذا الباب سيخرجك من هذا القصر لكن فى نهايته النار المؤكدة
شعرت بالغضب وتركته وسرت إلى البعيد عنه
ابتعدت عنه قليلا ,.. ابتعدت أكثر
سمعت صوته يتردد " ياهذا .. فى نهاية الردهة هناك نورا سيهديك الطريق إلى الكامل
سيلمهك الطريق للتخلص من العبقرى ومن كل هؤلاء الحمقى .. سيجعل لحياتك معنى .. سيجيبك على أسئلتك
ستتعلم ما لم يتعلمه اللآخرون "

إلتفت إلى الردهة .. كنت أسير عكسها تماما
حاولت الرجوع لكن الظلام قد حل من جديد .. واختفى الرجل الحكيم " هادى سبيل
أختفى تماما


النهاية 

   اشرف مقلد

هناك تعليقان (2):