بسم الله الرحمن الرحيم

فاجأنى صديقى ونحن نجلس وسألنى
هل الانسان مخير أم مسير ؟؟
أجبته
هناك من أختلف حول هذه المسألة
لكنى أؤمن أن الله خلق الانسان وخيره
_ مادليلك؟؟؟

اذا كان الله خلق الانسان مسيرا
فكان الاولى ان يخلقه مؤمنا
يقول بعض الصوفيه
ان الانسان عاش فى عالم اخر قبل ان يأتى للدنيا
وانه جاء اليها بمحض أختياره بعدما عرض الله عليه الامانة
انا عرضنا الامانه على السماوات والارض والجبال فابين ان يحملنها واشفقن منها وحملها الانسان انه كان ظلوما جهولا
صدق الله العظيم
إذن فهناك عرض ورفض وقبول
وعندما خلقنا الله وهب لنا الحرية فى الاختيار لانه لا يعقل ان نحاسب ونحن مسيرون
ووهب لنا العقل لكى نميز الخير والشر
قال لنا هذا طريق الحق من سار فيه كان جزاؤه الحسنة
وهذا طريق الشر من سار فيه فجزاءه النار
أنت تختار ان تصلى وتختار ان تتبع هواك
تختار ان تذهب هنا او هناك
والله يخبرنا فى اياته انه لو شاء لامن من فى الارض جميعا
بسم الله الرحمن الرحيم
ولو شاء ربك لامن من في الارض كلهم جميعا افانت تكره الناس حتى يكونوا مؤمنين
ولكن هذا سيتنافى مع حرية الانسان وعدل الله
وبذلك يكون الانسان مسير مثل الملائكة
ولكن المسئولية التى القاها الله للانسان على محض أختياره
تقتضى ان يكون هذا الانسان حرا
_ولكن الا يتنافى كلامك مع القضاء والقدر ؟؟


صديقى
عندما خلقنا الله فهو يعلم ما سوف نختاره من قبل أن نخلق
وهو بذلك كتب اختيارنا قبل ان نفعله لانه يعلم اننا سنفعله
والمصائب والابتلاءات مجرد اختبارات تجازى عليها الجزاؤ الأوفى
وتذكر أن الدعاء يرد القدر ويغيره
فعن ثوبان مولى رسول الله أنه صلى الله عليه وسلم قال: ((ولا يرد القدر إلا الدعاء)) - أخرجه أحمد (5/277)، والترمذي في القدر (2139)، وابن ماجه في المقدمة (90)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (7687).

_ وماذا عن الظروف ؟؟؟

الانسان مسير فى رزقه
وعمره وأجله
كلها من تقدير الله
وحسب مشيئته
ولكن هذه الظروف كلها لا تتنافى مع العبادة
فلو كنت غنيا جدا فهذا لن يمعنك من أداء العبادة
ولو كنت فقيرا جدا فانت لا تحتاج لمال لكى تدفعه كما فى بعض الديانات لكى يغفر الله لك
فلم يجعل الله وسيط بينه وبين عبده
ان تستطيع ان تعبد الله وانت مريض وانت صحيح
وانت نائم على جنبك وانت تعمل فى اى مكان
وانت تمشى ,انت تسير

_وماذا عن أصحاب الديانات الاخرى ؟؟ الم يقدر الله لهم أن يولدوا على غير الاسلام ؟؟؟
لا اريد أن اقول لك ان الله بعلمه وقدرته علم ما سوف يكونوا عليه او قلوبهم ستكون مملؤة بالكفر حتى لو خلقهم لاباء مسلمين
وولكن
الله يخبرنا أن ما من أمه الا وقد خلا فيها نذير
((
انا ارسلناك بالحق بشيرا ونذيرا وان من امه الا خلا فيها نذير ))

صدق الله العظيم
هذا النذير أو الرسول قد لايكون بشرا
قد يكون فكرة او علامة أو نفحة او دليلا
يقود صاحبه الى الطريق
وعندها قد يسير الشخص وراؤه ويؤمن وقد لايسير
يذكر دكتور زغلول النجار فى احدى حلقاته
ان احد البريطانين اهدى لصديقه( الذى لم يكن قد أسلم بعد ) مصحفا
هذا الشخص عندما فتح المصحف ليقرأ فيه
قرأ هذه الايات ولكنه لم يتقتنع بها

بسم الله الرحمن الرحيم
اقتربت الساعه وانشق القمر
صدق الله العظيم

وترك المصحف
بعدها بفترة شاهد برنامج يتحدث عن صعود الانسان القمر
وهنا قال رائد الفضاء
انه وجدوا شيئا عجيبا
لقد وجدوا على القمر أخدودا كبيرا وكأن القمر قد شق من قبل
وهنا هرع الشخص الى المصحف وقرأ الاية من جديد
وبمساعدة صديقه أعلن اسلامه
فهذا الشخص جاءه الرسول الذى كان أية فى مصحف
وقول رائد الفضاء
ولو شاء هذا الشخص الا يؤمن فلن يجبره أحد
فلا يوجد عقاب الا بعد ان يكون هناك رسول

_ وان لم يكن هناك رسول ؟؟؟

الله عادل وعدله يقتصى أن يكون هناك رسول وهذا الرسول قد لايكون بشرا

ولكن فرضنا جدلا ان الله لم يرسل رسول
فلقد قرأت ذات مرة أن هذا الشخص يحاسب على الخير والشر
الذى فعله فقط
ولايحاسب على غير ذلك

_ لماذا يعاقب الله إبليس؟؟
لأانه عصى أمره
_ مش جايز النار أحسن من الطين فعلا؟؟
المسألة ليست من أفضل من من
بل ان مقولة النار أفضل من الطين هى حجة أبليس
ليبرر بها فعلته
الله قال له أسجد
ولم يقل له ان الطين أفضل منك
بل قال له أسجد لان الله كرم الانسان فلقد نفخ فيه من روحه وعلمه الاسماء

ولكن إبليس رفض الامر كبرا وعلوا
وتحجج بأن النار التى خلق منها أفضل من الطين الذى خلق منه ادم
ولم يدرك أن الله كرم أدم ليس لانه من طين
بل لأمر أخر اخبرنا به الله
بسم الله الرحمن الرحيم

فإذا سويته ونفخت فيه من روحي فقعوا له ساجدين
صدق الله العظيم

ولذلك لم يأمر الله الملائكة أن تسجد لادم وهو مجرد تمثال من طين
دعنى اضرب لك مثال بسيط
ولله المثل الاعلى
تخيل انك ضابط فى الجيش برتبه نقيب
وقد أمرك القائد أن تقف أحتراما لعسكرى مثلا لانه شجاع وأنقذ الكتيبة ولكنه أقل منك فى الرتبة ؟؟
انك لا تستطيع أن ترفض أمر القائد
لانه يعد بذلك جرما عسكريا
فمبالك بأمر الله ؟؟؟



بتاريخ : 03-15-2008